الإجتماع يعكس الجهود المستمرة لتطوير آليات العمل الدبلوماسي وتعزيز التنسيق بين قطاعات وزارة الخارجية
في إطار إستراتيجيته المستمرة لتعزيز فعالية وزارة الخارجية المصرية عقد الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة إجتماعاً مع أعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي من الدرجات الحديثة والمتوسطة يوم الخميس 3 إبريل ويأتي هذا اللقاء في سلسلة من اللقاءات الدورية التي يُجريها وزير الخارجية مع أعضاء الوزارة من مختلف الدرجات الوظيفية بهدف استعراض أولويات عمل الوزارة والإستماع إلى الآراء والمقترحات بشأن سبل تطوير آليات العمل داخل الوزارة والتحديات التي يواجهها الدبلوماسيون في مهامهم المختلفة مثل هذه اللقاءات تعتبر جزءًا من الجهود المستمرة التي تبذلها وزارة الخارجية لتعزيز الأداء الدبلوماسي في مختلف المواقع حول العالم.
في بداية الإجتماع إستعرض وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي أهم التطورات على الساحة الإقليمية والدولية التي تشهدها المنطقة والعالم وأوضح عبد العاطي أن هذه التطورات المتسارعة التي تتراوح بين التحديات السياسية والأزمات الإنسانية والإقتصادية تفرض ضرورة التنسيق الكامل بين كافة قطاعات الوزارة والسفارات والبعثات المصرية في الخارج وأكد الوزير أن وزارة الخارجية تعتبر خط الدفاع الأول عن المصالح المصرية في الخارج ومن ثم فإن التنسيق بين الأجهزة المختلفة في الوزارة والتواصل الدائم مع البعثات المصرية في الخارج أصبح أمراً بالغ الأهمية في هذا السياق وأشار إلى أن هذه التطورات الإستثنائية تفرض على كافة أعضاء الوزارة أن يكونوا في أتم الجاهزية لمواجهة أي تحديات قد تؤثر على الأمن القومي المصري أو على المصالح المصرية في الخارج.
كما أكد الوزير على ضرورة أن يتسم أداء أعضاء الوزارة بأعلى درجات المهنية والاحترافية في التعامل مع مختلف الأزمات والمتغيرات التي تطرأ على الساحة الدولية والإقليمية مشدداً على أن هذا يتطلب منهم أيضاً التعامل مع القضايا السياسية والإقتصادية والدبلوماسية بحنكة وعقلانية وأن يكون لديهم القدرة على التكيف مع التغيرات المتلاحقة في السياسات الدولية.
أحد الموضوعات الرئيسية التي تناولها وزير الخارجية كان الدور الحيوي الذي تلعبه الدبلوماسية في تعزيز التنمية الشاملة لمصر حيث أشار الدكتور بدر عبد العاطي إلى أن البعد التنموي للعمل الدبلوماسي لا يقل أهمية عن البعد السياسي والأمني إذ أن أهداف التنمية الإقتصادية والإجتماعية تعتبر من أولويات الدولة المصرية في هذه المرحلة وأضاف عبد العاطي أن المواطنين المصريين هم في قلب العمل الدبلوماسي ولهذا من الضروري أن يكون لهم صوت قوي داخل مكاتب الوزارة وسفاراتها في الخارج وأكد على أن تحسين مستوى معيشة المواطن المصري وتعزيز إستثمارات الدولة في مختلف القطاعات الإقتصادية وتحقيق نتائج ملموسة في مجال العلاقات الإقتصادية والإستثمارية يجب أن يكون في مقدمة أولويات الوزارة.
ودعا الوزير جميع أعضاء الوزارة إلى وضع شواغل المواطن المصري على قائمة أولويات عملهم مشيراً إلى أن دور الدبلوماسية لا يقتصر فقط على الملفات السياسية بل يمتد ليشمل تعزيز العلاقات الإقتصادية التي تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطن ولفت عبد العاطي إلى أهمية التركيز على تقوية علاقات مصر مع دول الإعتماد ودعم عملية تصدير المنتجات المصرية وتوسيع قاعدة الاستثمارات المصرية في الخارج.
في سياق متصل تحدث الوزير عبد العاطي عن ضرورة تعزيز العلاقات الثقافية مع الدول المختلفة مشيراً إلى الدور الفعال الذي تلعبه القوة الناعمة في توطيد العلاقات الدولية حيث أن مصر تمتلك رصيداً ضخماً من التاريخ والحضارة يمكن إستغلاله بشكل كبير في تعزيز تواجدها على الساحة الدولية كما أكد الوزير على أن القوة الناعمة يجب أن تكون جزءًا لا يتجزأ من السياسة الخارجية المصرية لا سيما أن مصر تتمتع بمكانة ثقافية هامة على مستوى المنطقة العربية والعالم أجمع.
وإستعرض الوزير عدة مشاريع ثقافية من شأنها أن تسهم في نشر صورة مصر الحضارية عبر العالم من خلال تسليط الضوء على تاريخها العريق والفنون المصرية المتنوعة مشيراً إلى أن الدبلوماسية الثقافية تعتبر أداة فعالة في دعم العلاقات الثنائية مع مختلف الدول، وكذلك في تعزيز المصالح الاقتصادية والسياسية المصرية في الخارج.
أحد المحاور التي تم تناولها في الإجتماع كان كيفية تطوير آليات العمل داخل الوزارة وكيفية التعامل مع التحديات التي قد تواجه أعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي وأوضح الوزير أن مثل هذه التحديات تتطلب التحديث المستمر للأدوات والسياسات التي تتبعها الوزارة بما في ذلك التدريب المستمر لأعضاء الوزارة على أحدث الاتجاهات الدبلوماسية وتطوير مهاراتهم المهنية لا سيما في مجالات الاتصال الدولي والمفاوضات المتقدمة.
وأعرب الوزير عن أهمية أن يتوجه العمل الدبلوماسي نحو تكامل الجهود بين الأطر الدبلوماسية التقليدية والأدوات الحديثة التي تعتمد على التكنولوجيا، مثل الدبلوماسية الرقمية وأضاف أن الوزارة تسعى إلى مواكبة هذا التحول التكنولوجي من خلال الإستثمار في الأنظمة الرقمية الحديثة التي تساعد على تحسين التواصل مع دول الإعتماد وتيسر إجراءات العمل الدبلوماسي بالإضافة إلى تطوير سبل التواصل بين البعثات الدبلوماسية في الخارج والمراكز التابعة للوزارة في مصر.
الوزير بدر عبد العاطي أبدى إهتماماً خاصاً بدور الشباب الدبلوماسي في المرحلة الحالية مشيراً إلى أن الشباب يشكلون عنصراً حيوياً في عملية التطوير المستمرة داخل الوزارة وأكد على أن الوزارة تولي إهتماماً كبيراً لتدريب وتطوير الكوادر الشابة لما لهم من دور مهم في صناعة المستقبل الدبلوماسي لمصر وأضاف أن الشباب قادرون على إحداث التغيير والإبتكار في العمل الدبلوماسي خاصة في ظل التحديات العالمية التي تتطلب إستراتيجيات جديدة وأفكار مبتكرة.
إختتم الدكتور بدر عبد العاطي اللقاء بتوجيه الشكر لجميع أعضاء الوزارة على جهودهم المستمرة في الدفاع عن مصالح مصر في الخارج كما شدد على ضرورة العمل بروح الفريق الواحد، وتوحيد الجهود بين جميع الفئات الوظيفية داخل الوزارة وأكد أن التنسيق بين القطاعات المختلفة وتبادل الخبرات والمعلومات سيكون له تأثير كبير في تعزيز مكانة مصر على الساحة الدولية.
وشدد على ضرورة أن تظل الوزارة على تواصل دائم مع كافة دول الإعتماد وأن تبقى مصر في طليعة الدول التي تحرص على بناء علاقات قوية ومتنوعة مع جميع الأطراف الدولية سواء على الصعيد السياسي أو الإقتصادي أو الثقافي.
وفي الختام أكد الوزير عبد العاطي أن الوزارة تسعى في المرحلة المقبلة إلى الاستمرار في تحسين أداء السلك الدبلوماسي والقنصلي بما يتواكب مع متطلبات المرحلة الحالية ويعزز من مكانة مصر دولياً وأضاف أن الوزارة تسعى إلى تنمية قدرات كوادرها البشرية بشكل مستمر من خلال التدريب والتطوير فضلاً عن تعزيز التنسيق بين مختلف البعثات والمكاتب الدبلوماسية.
المصادر:
وزارة الخارجية المصرية
التسميات
آخر الأخبار