أركتورس المتحور الذي يعيد رسم ملامح الجائحة عالمياً
 |
| فحص المتحور |
كتبت/ ساندي حسنين
لقد أصبح الحديث عن المتحورات الفيروسية من أبرز الموضوعات الصحية التي تُشغل العالم منذ تفشي جائحة كورونا وعلى الرغم من التقدم الطبي والتكنولوجي فإن ظهور متحورات جديدة يثير قلق العلماء والحكومات ومن بينها المتحور الجديد المعروف باسم (أركتورس) يُعد هذا المتحور واحداً من أكثر التطورات الفيروسية التي أثارت الجدل نظراً لطبيعته وقدرته على الإنتشار في هذا المقال نستعرض كل ما تحتاج إلى معرفته حول المتحور أركتورس من نشأته إلى تأثيره العالمي مع التركيز على كيفية التعامل معه.
ما هو المتحور أركتورس؟
المتحور أركتورس والمعروف علمياً باسم XBB.1.16 هو أحد متحورات فيروس كورونا المستجد الذي ينتمي إلى عائلة أوميكرون ظهر هذا المتحور لأول مرة في أواخر عام 2023 وتم تحديده بفضل تقنيات التسلسل الجيني المتقدمة يتميز (أركتورس) بتغيرات جينية طفيفة تعزز من قدرته على الإنتقال بين الأشخاص بشكل أسرع مقارنة بسلالات أخرى.
أسباب القلق العالمي
منذ الإعلان عن المتحور أركتورس تزايدت المخاوف على المستويات الصحية والإجتماعية والإقتصادية للأسباب التالية:
• إرتفاع معدل الإنتقال:
تشير الدراسات الأولية إلى أن أركتورس أسرع في الإنتشار من المتحورات السابقة بنسبة تصل إلى 20%.
أعراض جديدة:
أبلغت بعض الدول عن ظهور أعراض إضافية مثل إحمرار العينين وهو عرض لم يكن شائعاً في المتحورات السابقة.
مقاومة الأدوية:
يُعتقد أن المتحور الجديد قد يظهر مقاومة لبعض العلاجات المستخدمة حالياً في علاج كوفيد-19.
كيف يختلف أركتورس عن المتحورات السابقة؟
لعل أبرز ما يميز هذا المتحور هو قدرته على التكيف السريع عندما ظهر أوميكرون كان يُنظر إليه كأحد أخطر المتحورات بسبب إنتشاره السريع ومع ذلك يبدو أن أركتورس يسير على نهج مشابه لكنه أكثر تطوراً.
تغيرات جينية متقدمة:
يحتوي أركتورس على طفرات إضافية في مواقع جينية محددة تعزز من كفاءته في إصابة الخلايا البشرية.
إنتشاره بين الفئات العمرية المختلفة:
يُلاحظ أن الأطفال وكبار السن معرضون بشكل خاص للإصابة بهذا المتحور.
الإنتشار العالمي
رُصد المتحور أركتورس لأول مرة في الهند حيث شهدت البلاد زيادة ملحوظة في عدد الإصابات مع تسجيل موجات متكررة من العدوى ومنذ ذلك الحين إنتشر في أكثر من 30 دولة بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا.
في الهند لوحظ إرتفاع حاد في حالات دخول المستشفيات ما دفع السلطات إلى فرض قيود جديدة مثل إلزامية إرتداء الكمامات في الأماكن العامة أما في الدول الأخرى فقد تم التركيز على تكثيف التطعيمات وتعزيز مراقبة التسلسل الجيني.
الأعراض المصاحبة للمتحور أركتورس
على الرغم من التشابه بين أعراض أركتورس وأعراض كوفيد-19 التقليدية إلا أن هناك بعض الفروقات الطفيفة:
- الحمى المرتفعة
- السعال الجاف أو المصحوب ببلغم
- إحتقان الحلق
- إحمرار وتهيج العينين (عرض غير شائع في المتحورات السابقة)
- التعب والإرهاق الشديد
- ألم العضلات والمفاصل
الإجراءات الوقائية
في ظل انتشار أركتورس باتت الإجراءات الوقائية أكثر أهمية من أي وقت مضى.
إليك بعض النصائح التي يوصي بها الخبراء:
١- التطعيم:
الحرص على الحصول على الجرعات المعززة من اللقاحات الموصى بها.
٢- الكمامات:
إرتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة والمغلقة.
٣- التباعد الاجتماعي:
تجنب الأماكن المزدحمة والحرص على ترك مسافة آمنة.
٤- النظافة الشخصية:
غسل اليدين بانتظام وإستخدام المعقمات.
٥- الرصد الصحي:
في حال الشعور بأي أعراض يُفضل العزل المنزلي والتواصل مع الطبيب.
التأثير على الإقتصاد والمجتمع
مثلما أثرت المتحورات السابقة على الإقتصاد العالمي فإن أركتورس ليس استثناء قد يؤدي ارتفاع عدد الإصابات إلى:
• تعطيل سلاسل التوريد بسبب غياب العمال.
• زيادة الضغط على الأنظمة الصحية خاصة في الدول النامية.
• تراجع في حركة السياحة والسفر.
دور التكنولوجيا في مكافحة المتحور الجديد
لعبت التكنولوجيا دوراً محورياً في مكافحة جائحة كورونا ومن المتوقع أن تساهم بشكل كبير في مواجهة أركتورس أيضاً.
- تقنيات التسلسل الجيني:
ساعدت في التعرف على المتحور وفهم خصائصه.
- تطبيقات تتبع المخالطين:
تسهم في تحديد الأشخاص المعرضين لخطر العدوى.
- الذكاء الإصطناعي:
يُستخدم لتحليل البيانات الضخمة والتنبؤ بمسار انتشار المتحور.
مستقبل الجائحة مع أركتورس
على الرغم من المخاوف المحيطة بالمتحور الجديد، هناك أمل في التغلب عليه بفضل التقدم العلمي وإستعداد الأنظمة الصحية ومع ذلك يعتمد النجاح على تعاون الأفراد والمجتمعات مع الإجراءات الوقائية.
حيث أن المتحور أركتورس هو تذكير جديد بأن الفيروسات إختبارات لقدرة البشرية على التكيف والصمود لذا يجب أن نبقى متيقظين ومتماسكين في مواجهة هذه التحديات.
التسميات
رائج الآن